Page 84 - web
P. 84

‫موضوع العدد‬                                                                                ‫مقالات وآراء‬

‫الرعـب‪ ،‬ذلـك أن وصولـه إلى أيـاد إرهابيـة‪،‬‬   ‫المصـري‪ ،‬وسـالم عبـد اللـه التيسي‪ ،‬وأبـو‬      ‫الطائـرات المسرية لأي جهـة لتلبيـة الطلـب‬
‫وميليشـيات منفلتـة‪ ،‬أمـر يجعـل سلام‬                ‫علي الخزعلي‪ ،‬وغيرهـم العديـد‪.‬‬           ‫على سـوق الطائـرات الحربيـة الآليـة‪ ،‬بينمـا‬
                                                                                           ‫ترفـض الولايـات المتحـدة أن تقـوم بسـد‬
      ‫العالـم وأمانـه مـن أحاديـث المـاضي‪.‬‬   ‫ومـع دخـول الرئيـس ترمـب إلى البيـت‬           ‫حاجـة هـذه السـوق‪ ،‬فقوانين التصديـر بهـا‬
‫أخرياً‪ ،‬وفي مقـال تحليلي نشـر عبر موقـع‬      ‫الأبيـض‪ ،‬عـام ‪ ،2017‬رسـم الرجـل سياسـة‬        ‫تمنـع الشـركات الأميركيـة التـي تصنـع مثـل‬
‫«فوربـس»‪ ،‬تطالعنـا الأنبـاء عـن إمـكان‬       ‫جديـدة بتوسـيع اسـتخدام الدرونـز المسـلح‬      ‫هـذه الطائـرات المسرية مـن بيعهـا لبعـض‬
‫اسـتخدام «داعـش» و»القاعـدة» عمـا‬            ‫خـارج سـاحات القتـال التقليديـة‪ ،‬وفتـح‬
‫قريـب لتقنيـات الطائـرات المسرية في ارتـكاب‬  ‫المجـال للجيـش الأمريكي لتنفيـذ ضربـات‬                                         ‫البلـدان‪.‬‬
‫عمليـات إرهابيـة متقدمـة ومخيفـة‪ ،‬وقـد‬       ‫قاتلـة باسـتخدام الدرونـز في كل موقـع‬           ‫عن ضحايا الدرونز‪ ...‬عمليات واغتيالات‬
‫جـاءت الدرونـز لتزخـم تلـك الجماعـات‬                                                       ‫لم يعد الحديث عن عمليات تشارك طائرة‬
‫ببديل ناجع عن العبوات الناسفة التقليدية‬          ‫وموضـع يشـك أن بـه خلايـا إرهابيـة‪.‬‬       ‫الدرونز فيها حديثاً مستقبلياً‪ ،‬بل هو واقع‬
‫خلال معاركهـا ضـد الجيـوش النظاميـة‪.‬‬         ‫هـل هنـاك وجـه كارثي للدرونـز‪ ،‬لا سـيما‬       ‫حـي معـاش على الصعيـد العالمـي‪ ،‬وإن‬
‫ولأن جماعـات الإرهـاب قـد أدركـت أن‬          ‫إذا خـرج الاسـتخدام عـن سـياق الجيـوش‬         ‫تصاعـدت حـدة العمليـات في العقـد الثـاني‬
‫هنـاك تحسـينات قـد جـرت على المركبـات‬                                                      ‫مـن القـرن الحـادي والعشـرين‪ ،‬ومنـذ بدايـة‬
‫العسـكرية بشـكل قـوي‪ ،‬فلـم تعـد تتأثـر‬                                      ‫ا لنظا ميـة ؟‬  ‫رئاسـة بـاراك أوبامـا في الولايـات المتحـدة‪،‬‬
                                                  ‫سلاح الميليشيات وجماعات الإرهاب‬          ‫وهـذا مـا أماطـت عنـه اللثـام وكالـة الأنبـاء‬
                                             ‫يبـدو الوجـه الآخـر للدرونـز مخيفـاً إلى حـد‬  ‫الأميركيـة الشـهيرة «أسوشـيتدبرس”‪،‬‬
                                                                                           ‫بشـأن قـرار اسـتخدام الدرونـز في مطـاردة‬

                                                                                                     ‫العناصـر الإرهابيـة بنـوع خـاص‪.‬‬
                                                                                           ‫والثابـت أن القـوات الجويـة الأميركيـة قـد‬
                                                                                           ‫استطاعت بالفعل القيام بعمليات اغتيالات‬
                                                                                           ‫ناجحـة لعناصـر رأت أنهـا إرهابيـة وتهـدد‬
                                                                                           ‫أمنهـا القومـي‪ ،‬ومصالحهـا الإستراتيجية‪،‬‬
                                                                                           ‫كمـا الحـال مـع أنـور العولقـي القائـد المتقـدم‬
                                                                                           ‫في تنظيـم «القاعـدة» في اليمـن‪ ،‬وعلى‬
                                                                                           ‫الرغـم مـن أنـه يحمـل الجنسـية الأميركيـة‪،‬‬
                                                                                           ‫فـإن ذلـك لـم يمنـع الرئيـس الأسـبق أوبامـا‬
                                                                                           ‫في سـبتمبر (أيلـول) مـن عـام ‪ 2011‬مـن أن‬
                                                                                           ‫يصـدر قـراراً بقتلـه‪ ،‬وقـد تكفلـت غـارة جويـة‬
                                                                                           ‫مـن دون طيـار بقتلـه هـو وسـتة مـن مرافقيـه‬
                                                                                           ‫في منطقـة جبليـة شـرق العاصمـة اليمنيـة‪.‬‬
                                                                                           ‫بعـده بنحـو عـام أي في ‪ ،2012‬أسـقطت‬
                                                                                           ‫الدرونـز الأميركيـة بلال البرجـاوي‪ ،‬القيـادي‬
                                                                                           ‫في «حركـة الشـباب المجاهـد» في الصومـال‪،‬‬
                                                                                           ‫بعد أن صال وجال من قبل في أفغانستان‪.‬‬
                                                                                           ‫وهنـاك العديـد مـن الأسـماء التـي يمكـن‬
                                                                                           ‫رصدهـا في هـذا الإطـار مثـل أبـو الخري‬

                                                                                           ‫‪84‬‬
   79   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89